قبل سنوات قابلته
رأيته مميز
شاب هادي..يحترم نفسه قبل الآخرين
توطدت علاقتي فيه
كانت أخلاقه تميزه على غيره
تعددت لقاءاتنا
وكل..لقاء
تزداد معزته بقلبي
ويزداد إعجابي به...
ولظروف مرت بي
أجبرتني على الانقطاع عنه
فترة وعدت هذه الظروف
اتصلت فيه لأبرر له غيابي
رد علي الجوال لايمكنك الاتصال الآن
وبعد يوم أعدت الاتصال
وكان الرد كما السابق
انتظرت
واعدت المحاولة فكانت كما سابقاتها
أحسست بقلق
وبعدها فصل الجوال من الخدمة
أزداد قلقي
استفسرت عنه وكانت الطامة
قيل انه وقع له حادث وتوفي
ماذا عساني أن أفعل وهذا قدره
وقدري وقدر الناس أجمعين
ولأن معرفتي معه فقط
وأجهل منزله وأهله
بديت عاجزا عن التأكد
ليس لعدم إيماني بالقدر لاوالله
ولكن لأن الإنسان دايما يتمسك بالأمل
ويرفض القبول بهذه الأخبار بسهولة
وهذه من طبيعة النفس البشرية
ولكن المجالات أمامي محدودة
لذلك استسلمت .. ورضخت
وبذلت جهدي بالدعاء له والترحم عليه
لأن هذا هو الواجب علي
وهذا حقه علي
كيف لا وهي صداقة تمنيتها
وانقطعت في بدايتها
وآخر ماسألت عنه قبل أسبوع
لأنني مازال لدي بصيص من أمل
وكان الجواب كما كان من قبل
والبارح كنت مرتبط بمناسبة زواج قريبة لي
ذهبت تلبية للدعوة
وكان العريس عماً لصديقي المرحوم
ووصلت قاعة الفرح متثاقلاً
لأن ليست من عادتي حضور المناسبات العامة
وذلك من طبيعتي
ولكن البارح قدر لي الذهاب
لأن المناسبة ترتبط بعائلتي
وكأن القدر قد غصبني على الحضور
وكانت المفاجأة عند باب القاعة
كان أول من استقبلني عند الباب
هو المرحوم صديقي
نعم المرحوم
الذي أيئست من لقائه
نعم كان هو أمامي
سلمت عليه وأنا غير مصدق
عجزت عن الكلام
بديت أتطلع بوجه بصمت
وأقلب نظري فيه
وهو يرحب بي
ويسألني عن أحوالي
تمتمت له بكلمات..ودلفت مع الباب
وتركته خلفي
وبعد العشاء أتاني ليسألني عن أحوالي
ويعاتبني على غيابي
فكنت أستمع لكلامه وأنا أسرح بمكان آخر
لقد ذهبت إلى الماضي عندما
افتقدته ...وبكيته
هل حقاً أنني بكيت على من أمامي
هل هو هو صديقي أم هو غيره
هل هو أخوه أو شبيه له
استحيت أن أسأله
خوفاً من تأويل سؤالي
واستحيت أن أخبره
بخبري وخبره
أحسست انه استغرب من برودتي للقائه
وكأنني لا أبالي به
ودعته وودعني على أمل أن نلتقي بالقريب
تحججت لارتباطي بأشغال وهمية
حتى أختلي بنفسي
وأفكر على راحتي
وأنا غير مصدق لما حدث
فكان فقدي له
وبكائي عليه مجرد إشاعة
نعم مجرد إشاعة
نعم مجرد إشاعة قاتلة
قتلت صديقي الذي لم أهتني بصداقته
وقتلت قبل أن تتعمق
إشاعة لا أعلم من مقاصد من نطق بها
فقد يكون من أوصلها لي
يعرف عدم صدقها وقد لايكون
وهذا ما جعلني أسامحه
ولا أعتب عليه
ولكن إلى متى وهذه الإشاعات
التي تزلزل وتقتل من غير رحمة
إلى متى
إلى متى ونحن نسمح لهذه الإشاعات
بالتغلغل بيننا
والهتك فينا
إلى متى
0 التعليقات:
إرسال تعليق